عرفنا مؤخراً المواصفات التقنية لكل من منصات الألعاب القادمة PlayStation 5 و XBOX Series X | S. يكثر النقاش و الجدال حول هذه المواصفات و أهميتها و كيف ممكن أن تستفيد الألعاب الحديثة منها. الأمر الذي لم أجد أحداً يتحدث عنه هو وجود منفذ USB4. قد يجادل بعض المهتمين في هذا الخصوص، لكنني أراه أمراً مهماً جداً، خصوصاً في ظل محدودية سعات التخزين الداخلية.

حتى نفهم الفكرة أكثر، علينا توضيح بعض النقاط الهامة. عندما أتحدث عن إصدار من USB ذو رقم، أنا لا أتحدث عن شكل المنفذ. دعونا نتفق بداية أن هذه الأرقام مجرد وسيلة للتسويق، الهدف منها تبسيط الأمر على المستخدم الذي يتعامل مع مختلف الطرفيات التي تستخدم منفذ USB بمختلف إصداراته. يكثر الحديث حول منفذ USB-C و كيف أنه منفذ حديث و يتفوق على غيره و سابقيه، لكن مجرد الشكل لا يعني الكثير. منفذ USB-C أتى بالعديد من الإمكانيات التي لم تكن موجودة في المنافذ السابقة، مثل إمكانية توصيل الإكسسوارات بمختلف الجهات، و إمكانية الشحن السريع، و إمكانية الشحن بجهد أعلى مما يعني استخدامه مع أجهزة اللاب توب.

من الناحية التقنية، USB عبارة عن بروتوكول. البروتوكول -في مجال الاتصالات- هو عبارة عن مجموعة من القواعد التي تسمح لمجموعة من أنظمة الاتصال لنقل المعلومات عبر مختلف أشكال الوسائط الفيزيائية (سلكية أو لا سلكية). تحدد مختلف إصدارات بروتوكول USB معدل نقل البيانات (تسمى في مواصفات USB أنماط النقل) و شكل رزم البيانات و نقلها عبر الأسلاك في المنفذ. تحدد مواصفات USB4 مجموعة من أنماط النقل الجديدة، لكن ما يهمنا و يعد إضافة مهمة في البروتوكول هو نمط النقل بسرعة 40Gbps التي تساوي تقريباً 5GB/s بيانات كاملة، قد يصل منها البيانات الخام 4.8GB/s بحسب بعض المصادر(البيانات الأخرى تخص البروتوكول).

من المميزات التي أعلن عنها في المنصات الحديثة هي سرعة التحميل. من المعروف أن الألعاب باتت ضخمة، و ملفات الألعاب تزداد و تكبر في الحجم، و ميزة مثل سرعة التحميل باتت ضرورية في الوقت الحالي. لكن ما الخيارات المتاحة لمقتني هذه المنصات؟ وسائط تخزين USB 3.1 و وحدات SSD خاصة بمنصة XBOX. لا يعرف حالياً مواصفات هذه الوحدات لكن من المؤكد لنا سرعة USB 3.1 و كيف أنها لا تتناسب مع سرعة التحميل المطلوبة. لا يزال يوجد خيار الأقراص الضوئية و التي لم تتقدم من ناحية السرعة، و لا تستفيد من ميزة التحميل السريع.

تصل السرعة التي يقدمها USB4 أضعاف ما تقدمه الإصدارات السابقة من البروتوكول. و تتعدد الخصائص التي يمكن أن تستفيد منها هذه الأجهزة الرقمية من خلال هذا الإصدار. سرعة التحميل من خلال USB4 وحدها تكفي، فائدتها ليست محصورة على أجهزة الألعاب فقط، بل حتى أجهزة اللاب توب التي تأتي مع سعة تخزين داخلية محدودة، و تفيد الشخص الذي لديه أكثر من وحدة تخزين خارجية يستخدمها في تخزين ملفاته.

لم تكتمل مواصفات USB4 إلا مع هذه السنة، و العمل على هذه المنصات بدأ قبل ذلك، لذا من المتوقع أن لا تدعم هذه المنصات أحدث إصدار من بروتوكول USB، لكن المتاح فقط الإصدارات السابقة. و لأن USB4 حديث، من الطبيعي أن تتأخر إصدار وسائط تخزين تدعم هذال الإصدار. ربما كان من الأفضل تأخير إصدار هذه المنصات سنة أو سنتين. لكن يبدو أن السوق يحكم العملية و ليست منفعة المستخدم.